طريقة تدريس البلاغة
لا توجد طريقة مثلى لتدريس البلاغة على الإطلاق، فالمعلم هو سيد الموقف فى كل الأحوال يختار الطريقة الملائمة لطلابه حسب ما يقتضى الموقف التدريسى، ولكن هناك من المعلمين من يختارون الطريقة الاستقرائية فى تدريسهم للبلاغة، شأنها فى ذلك شأن النحو أو الإملاء حيث يقوم المعلم بعرض الأمثلة، ثم يناقش، وبعد ذلك يستقرىء القاعدة من أفواه الطلاب. ومنهم من يستخدم الطريقة القياسية، على النقيض من ذلك حيث يقوم المعلم بعرض القاعدة أولاً، ثم يقاس عليها أمثلة تخضع للقاعدة. ومنهم من يجمع بين الطريقتين، وللمعلم حق التصرف فى ذلك حسب ما تقتضيه طبيعة كل درس.
ولكن اقترح بعض الخبراء فى المناهج وطرق التدريس مجموعة من الخطوات تمكن المعلم من الاستئناس بها وهى كالتالى:
1- التمهيد
فى هذه المرحلة أن يمهد المعلم لموضوع الدرس، وذلك بإثارة الطلاب وتشويقهم من خلال مناقشة هادفة أو تشجيعهم على عرض بعض الصور البلاغية العامية ذات العلاقة بالدرس الجديد. ويرى “سمك” أن الخطوة الأولى لتدريس البلاغة أن يعد المعلم قبل الحصة النصوص الأدبية التى سيتخذها محوراً لدرسه، ويأتى المدرس بالنص الأدبى أو القطعة الأدبية، مكتوبة فى بطاقات توزع على التلاميذ أوتكتب على سبورة إضافية بخط جميل، ثم تقرأ النصوص وتشرح شرحاً وافياً، يتناول تفسير المفردات الصعبة وتوضيح العبارات الغريبة
2- العرض
وفى هذه المرحلة يعرض المعلم النص الأدبى أو القطعة الأدبية أو الأمثلة والشواهد البلاغية التى تبدو فيها الألوان البلاغية الواضحة، وتقرأ من المدرس قراءة متقمصة بها شخصية الكاتب فى هدوئه، أو تساؤله أو تعجبه أو بأسه أو غضبه، ويتبعه الطلاب المجيدون للقراءة. ثم معالجة الأمثلة أو النص الأدبى معالجة أدبية تهيىء الأذهان، وتستثير الوجدان وتطرح جوانب التذوق فى النص بحيث يشترك المعلم فى تصعيد هذه العملية. ويرى “الهاشمى” أن الطالب إذا فهم أفكار الدرس البلاغى ومعانيه جيدا استطاع أن يتذوق الأسلوب البلاغى حيث الفهم وسيلة للتذوق.
3- الربط والموازنة
وفى هذه المرحلة يتم توجيه الأسئلة للطلاب التى تقودهم إلى إدراك وجه الجدة فى اللون البلاغى الجديد، مستعينا بالربط بينها وبين ما مهد به من نظائرها فى اللغة العادية، متبعا طريقة الموازنة بين عبارة النص، وعبارة أخرى تؤدى المعنى .
وكذلك يتم فى هذه المرحلة الكشف عن نواحى القوة والجمال فى اللون البلاغى وأثر ذلك فى نفس القارىء أوالسامع، ويستمر فى مناقشة الطلاب حتى يطمئن إلى أنهم قد لمسوا بأنفسهم روعة العبارة وتذوق جمالها.
4- استنباط القاعدة
وفى هذه المرحلة ينبغى على المعلم عدم التسرع فى استنباط القاعدة البلاغية والاعتماد على الطلاب فى هذا الشأن، ويتم ذلك بعد مناقشة العديد من الأمثلة وبعد اطمئنان المعلم لفهم الطلاب الظاهرة البلاغية واستيعابها، يتم استنباط القاعدة. وهذه المرحلة تعتمد على ما سبقها من مراحل فإذا كانت المراحل السابقة مفهومة ومدركة لدى الطلاب، سهل عليهم استخراج واستنباط القاعدة البلاغية.
5- التطبيق
لكى تثبت القاعدة البلاغية فى أذهان الطلاب لابد أن يعد المعلم تدريبات كثيرة فيها عبارات بلاغية تضم صوراً متنوعة، تهيىء الطلاب لاستنباط ما فيها من أوجه البلاغة، فىضوء ما درسوه وفهموه فالتمرينات والتدريبات البلاغية الكثيرة تساعد الطلاب على تذكر ما درس لهم من أبواب البلاغة. ومع تكرارها تصبح معرفتهم بها أمراً قائما على تذوق ما فى النصوص الأدبية من جمال وكمال التعبير.
فضلا لا تقرأ وترحل اترك تعليق وتفاعل معنا ليصلك كل جديد
لمزيد من الكتب والمذكرات اضغط لايك صفحتنا علي الفيس ( المدرس بوك )
ولاي استفسار انضم لمجموعتنا ( مدرس بوك ) :
تعليقات
11 تعليقًا
إرسال تعليق
عرض واضح وشامل، جزاك الله خيرا، ولكن حبذا لو تم التطبيق على موضوع خاص في البلاغة.
ربنا يجعله في ميزان حسناتكم
جهدكم رائع بورك فيكم
مشكورين وارجو التوسع اكثر
بارك الله للك في علمك وفي وقتك
بارك الله في جهودكم
بوركتم
جعل الله ماتقومون به في ميزان حسانتكم
السلام عليكم كيف اعمل استراتيجية تدريسية في مادة البلاغة وفق مهارات التفكير المحوري
السلام عليكم كيف اعمل استراتيجية تدريسية في مادة البلاغة وفق مهارات التفكير المحوري
أحسن الله ُُ إليكم